حكايات بابا عزيزي

Pour ne pas oublier

المقدمة.....حكايات بابا عزيزي

كانت لي مهدا منذ نعومة أظافري. حكاياته سكنتني و لا زالت كلماته رنانة على مسامعي. بدأت بأساطير "علي بالسلطان"، وصولا إلى فلسفاته التي استنتجها من الحياة.

ابن الجنوب ، درس بجامع الزيتونة، و مرّ بالمدرسة المنتصريّة، و أزقة الحلفاوين و مطاعم باب بحر. شغل سلك التعليم و عايش الاستعمار و الحرب العالمية الثانية و الاستقلال و تجربة التعاضد و كان من المنخرطين في الحزب الحر الدستوري التّونسي.

يعشق الحياة، و العمل و لبس الجبة الخمرية و السكرودة و القمراية و لبس البرنوس و الشاشية. يعشق الاستماع الى عبد الوهاب الذي يذكره بايام الشباب كما يعشق الكفاح و التحديات.

عمل بالجنوب و تونس و الوطن القبلي و الجزائر ليستقر اخيرا بحمّام الانف. بعد التقاعد شغل سلك العدلية. لا يزال الى الان يعمل، يقود السيارة، و يتصفح كتابا. علمت انه يحاول تعلم الانقليزية بعد ان وجدت في مكتبته كتابا اقتناه مؤخرا للغرض.

بابا عزيزي يتحدث بالعربيّة الممزوجة بالبعض من لهجة الجنوب، يتخلل حديثه بعض المصطلحات الفرنسيّة. من عشّاق تتبع القنوات الاخبارية و هو من اشد الاوفياء لنشرة السّاعة الثامنة للأخبار.

فكرة هذه المدونة بدأت منذ مدة. في احدى حواراتي مع أحد المدونين، استدرجنا الحديث الى تاريخ تونس، فرحت اسرد احدى حكايات بابا عزيزي. فكان ذلك الاقتراح بانشاء مدونة. كنت حينها في بداية تجربتي التدوينية. و رغم ان الفكرة قد استهوتني الّا انها أخذت وقتا لا بأس به حتّى ترى النور.

اليوم قررت ان اقاسمكم حكاياته "كشاهد على العصر". تدويناتي ستكون حكاياته التي ساسردها على لسانه. لن يكون هناك تسلسل في الاحداث. و لن تكون اللص هي الكاتب. ربما تكون حكايات مهمة، او تافهة. ربما تكون طويلة، و أحيانا قصيرة. هذه حكايات بابا عزيزي، المضحكات المبكيات، اللتي ربّتني، أنشأتني و ستظل جزءا منّي.